وتحت عنوان “Ownership of Chemicals that Exploded at Beirut Port Traces Back to Ukraine”، جاء في التحقيق:
بعد عام على انفجار شحنة هائلة من نترات الأمونيوم في بيروت، حسم تحقيق استقصائي لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد” (OCCRP.ORG) واحداً من أكبر الأسئلة العالقة: مَن هو المالك الحقيقي للشحنة؟ يكشف تعقُّب الوثائق أن المالك هو شبكة لتجارة الأسمدة، يمتد عمرها عقوداً، يديرها أوكرانيون وتتخفّى تحت ستارٍ من الوكلاء والشركات الوهمية.
خلال العام الذي مضى منذ انفجار شحنة هائلة من نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، وتدمير جزء من العاصمة اللبنانية، كان أحد أبرز الأسئلة وأهمها هو الأصعب في العثور على جواب له: مَن هو المالك الحقيقي للشحنة؟
نيترات الأمونيوم المفقودة
على رغم الدمار المذهل الناتج عن الانفجار، هناك علامات على أن جزءاً ضئيلاً فقط من الحمولة الإجمالية لسفينة روسوس كان لا يزال في مرفأ بيروت عند وقوع الانفجار.
وتشير تقارير إلى أن تحقيقاً أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي قد خلَصَ إلى أن 20 في المئة فقط من حمولة سفينة روسوس من نيترات الأمونيوم هو ما انفجر. وهذا ما زاد من الأسئلة حول مصير النسبة الباقية (أي 80 في المئة من الحمولة)؛ بما في ذلك احتمال أن تكون قد سُرِقت من مرفأ بيروت.
ولكن اتضح أن حتى معرفة مالك سافارو يمثّل تحدياً. فالمساهمون الحقيقيون في الشركة يتخفّون خلف مجموعة من المديرين والمساهمين بالوكالة في ملاذات آمنة.
وأصبح فولوديمير فيربونول، وهو رجل أعمال أوكراني يمتلك شركة بالاسم نفسه في مدينة دنيبرو، تحت المجهر. ولكن بعد إنكاره أمام الصحافيين وجود أي صلة بينه وبينه شحنة بيروت، أفلت فيربونول من الوقوع تحت مزيد من الاهتمام.
وقد أثبت الآن تحقيق استقصائي لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد” وشركائه من الإعلاميين أن فيربونول في الواقع هو من يقف خلف سافارو. إذ تثبت عملية تعقُّب الوثائق التي قام بها الصحافيون أن فيربونول ليس وحده مَن يدير شركة سافارو، بل إن الشركة جزء من مشروع كبير وعمره عقود، لتجارة الأسمدة من الفئة التقنية التي تدخل في صناعة المتفجرات. كانت شبكة الشركات التي مقرها مدينة دنيبرو الأوكرانية تمتلكها وتديرها شبكة من رجال الأعمال، ومنهم قطب بارز على المستوى الوطني في قطاع الإنشاءات.
أخفت هذه الشبكة عمليتها وراء ما لا يقل عن ستة أسماء تجارية وعدد من الشركات الوهمية التي توزعت على إنكلترا وأسكتلندا ومنطقة البحر الكاريبي وأوكرانيا وجنوب المحيط الهادي و وولاية أركنساس الأميركية.
انخرطت الشبكة في تجارة الأسمدة والمواد الكيماوية، خصوصاً مع الدول الأفريقية منذ العقد الأول من الألفية الثانية 2000s على الأقل. وقد وجد الصحافيون أيضاً أن الشبكة أرسلت على الأقل ثلاث شحنات من نيترات الأمونيوم عبر أساليب مشابهة إلى موزمبيق عام 2013. وكانت شبكة سافارو شراكةً معقدة تضم أناساً منهم فيربونول وزوجته تيتيانا وقطب في مجال الإنشاءات في مدينة دنيبرو يُدعَى ميكولا أليسينكو. وهناك أيضاً امرأة تدعى أولغا، يبدو أنها ابنة أليسينكو، وهي شريكة فيربونول في إحدى شركاته التي ما زالت تقوم بتسويق الأسمدة.
كما قام اثنان من مقدمي الخدمات الأفشور في الخارج، عادة ما يعملان مع شركات في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق- وهما شركة إنترستاتوس (Interstatus) في قبرص ومجموعة “ألفا وأوميغا” لوكلاء تكوين الشركات ومقرها بريطانيا- بتسهيل عمليات الشبكة على مدى سنوات.
ترسم هذه النتائج الصورة الأوضح حتى الآن للأشخاص والهيئات الذين تقفون وراء شحنة نيترات الأمونيوم. وقد تكون للأمر أيضاً عواقب قانونية في القريب العاجل. ففي الشهر الماضي رفع محامون قضية ضد سافارو في المملكة المتحدة بالإنابة عن نقابة المحامين في بيروت وضحايا الانفجار، وقالوا إن الشركة تتحمل مسؤولية كبرى عن هذه الكارثة.
إضافة إلى هذا، فإن الشبكة المركبة التي تقف خلف الشحنة تخبرنا عن الأساليب المعقدة التي يتم تنفيذها بشكل روتيني في قطاع الشحن من أجل إخفاء المِلكية، ما يفسره خبراء بأه عادةً ما يكون محاولة متعمدة للتنصل من المسؤولية وتسهيل الممارسات الإجرامية أو غيرها من الأعمال التجارية المخادعة.
وقال كميل بوسليمان، المحامي الرئيس في قضية لندن المرفوعة على سافارو، إن الشركة تتحمل المسؤولية عن الانفجار، لأنها كانت المالك القانوني للشحنة وفشلت في أخذ التدابير المناسبة لاسترداد هذه المواد الخطرة. وعبر عن أمله بأن تكون هذه القضية ضد الشركة الخطوة الأولى في مساءلة المتسببين في هذه الكارثة.
وفي تصريح لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد”، قال مارك تايلور، وهو محلل رفيع المستوى يعمل مع “قفص الاتهام ” The Docket، إحدى مبادرات مؤسسة كلوني للعدالة، “لا شك في أنه وبحسب النظام الحقوقي الدولي تتحمل شركة سافارو ومَن يديرونها مسؤولية ضمان تخزين شحناتهم بشكل ملائم، وألا تمثل خطراً على حياة البشر، إذ لا يجوز في ظل هذا النظام الحقوقي، تخزين مواد كيماوية خطيرة في المستودعات والعنابر وتركها ثم إهمال الأمر”.
وفي تصريح مكتوب أرسلته الشركات الأوكرانية إلى الصحافيين العاملين على هذا المشروع الاستقصائي، نفت وجود أي دور لها في حمولة السفينة من نيترات الأمونيوم وحملت السلطات اللبنانية مسؤولية انفجار بيروت.
وأضافت الشركات: “لقد كان، دائماً، مجال عمل أتلانتيس كوربوريشن Atlantis Corporation وسافارو Savaro ودنيبرو سوفت Dniprosoft، في قطاع تكنولوجيا المعلومات، وتحديداً إنتاج البرمجيات والتسويق عبر الإنترنت”، في إشارة إلى أسماء الشركات الأوكرانية الثلاث في الشبكة.
وأوضحت أن الإعلان الإلكتروني عن سلع أخرى، كالأسمدة، كان يتم لمصلحة عملائهم وكان “ينشره موظّفون، وأحياناً متدرّبون، ربما ليسوا على وعي تام بأن شركتنا كانت تعمل في هذا الصدد بالإنابة عن الشركات المصنّعة”.
لم يجب محامي شركة سافارو، البريطاني ريتشارد سليد، على طلب للتعليق على الأسئلة المكتوبة التي أرسلها له الفريق الإعلامي.
غياب المساءلة
أدى انفجار شحنة نيترات الأمونيوم في آب/ أغسطس إلى تدمير تام للميناء الرئيس في لبنان، البلد المعتمِد على الاستيراد، وأحدَثَ أضراراً تصل إلى 8 مليارات و100 مليون دولار في العاصمة اللبنانية، وساهم في دفع البلد الذي يعاني من الفساد وسوء الإدارة، إلى أزمة شاملة.
وبعد مضيّ أكثر من عام، يعاني لبنان من التضخم المُفرِط وشح الأدوية وظهور طوابير للحصول على الوقود والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، إضافة إلى وموجة من اللبنانيين الذين يغادرون البلاد بحثاً عن حياة أفضل في الخارج.
ويعتقد كثر من اللبنانيين أن النخبة السياسية في البلاد تتحمل المسؤولية النهائية عن الكارثة، بعد ظهور دلائل على أن مسؤولين كباراً كانوا يدركون المخاطر التي تمثلها مادة نيترات الأمونيوم، ولكنهم لم يُزيلوها.
ولكن حتى اليوم لم توجَّه التهم إلا إلى مسؤولين من ذوي الرتب المنخفضة والمتوسطة في الجمارك والمرفأ. فيما حاول قاضٍ محلي اتهام مسؤولين كبار بالإهمال، ومنهم رئيس الوزراء السابق حسان دياب، لكن هذا القاضي أعفي من منصبه في شباط/ فبراير الماضي، بعد تراجع المؤسسة السياسية في البلاد؛ وعُيِّن قاضٍ جديد ما زال يواصل تحقيقاته.
فيما قال المحامي اللبناني الناشط الحقوقي زياد بارود، وهو وزير الداخلية والبلديات الأسبق، في تصريح لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد” إنه لم يكن يتوقع إطلاقاً اتخاذ قرارات قانونية عاجلة، نظراً إلى حجم القضية. لكن في الوقت نفسه “فإن حجم التمسك بالحصانات وبالامتيازات القضائية وبالأذونات لافت جداً… وهذا النوع من النظام القائم على الحمايات والامتيازات في الواقع غالباً ما يؤدي إلى عرقلة عمل القضاء والإفلات من العقاب إلى حد ما”.
وقال: “ولو، بعد كل يللي صار، وبعد سنة على الانفجار بعدنا عم نفتش على الشكليات والحصانة ولم ندخل في موضوع المحاكمة ومضمونها”، لافتاً إلى أن “حجم المأساة كبير لدرجة أنه لا تمكن لفلفة هذا الموضوع”.
وأشار إلى أن المحقق العدلي يبدوأنه استكمل تحقيقه ولديه في الملف ما يكفي لإصدار “قرار ظني حتى ولو لم يتكمن من استجواب بعض الأشخاص أو الادعاء عليهم نظراً إلى الحصانات والامتيازات القضائية”.
قذائف البحر
قامت شركتان من شبكة سافارو- أتلانتيس باستئجار سفينة روسوس وشراء حمولتها؛ شركة “سافارو المحدودة” المسجَّلة في لندن، وشركة أخرى تسمّى “أغروبلند المحدودة للتصدير” (Agroblend Exports (BVI) Ltd)، وهي مسجلة في جزر العذراء البريطانية.
على الأوراق، لم يبدُ أن أياً من الشركتين ترتبط بأي شخص في أوكرانيا. فما زالت مِلكية أغروبلند ومديروها يختفون خلف جدار السرية الصارمة في جزر العذراء البريطانية. فيما تُظهر السجلات البريطانية أن ملكية سافارو الحقيقية مخفية عبر موظفين وكلاء وشركة وهمية ترتبط بشركة إنترستاتوس، التي تقدم خدمات الشركات ومقرها قبرص.
وتقول إنترستاتوس، التي تأسّست عام 2000، إنها تقدم خدماتها تحديداً لعملاء في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. وتقدم الهيئة خدمات تكوين الشركات، إضافة إلى الخدمات القانونية والمحاسبية، في بعض أكثر الملاذات الخارجية غموضاً في العالم، ومنها بليز Belize وبنما وجزر مارشال ونيفيس Nevis وجزر العذراء البريطانية.
وقدمت “إنترستاتوس” خدمات الترشيح لأربع شركات على الأقل تحمل اسم سافارو. إحداها، وهي شرَاكة أسكتلندية محدودة أعلنت أنها تتاجر في الأسمدة، كانت أعمالها الورقية تتم بشكل مشترك بين “إنترستاتوس” ووحدات من مجموعة “ألفا وأوميغا”، وهي شبكة من مقدمي خدمات الشركات، مقرها بريطانيا، وتخدم أيضاً عملاء من الاتحاد السوفياتي السابق؛ وقد وُصفَت بأنها تعمل لمصلحة أفراد فرضت عليهم عقوبات وهم متهمون بغسيل الأموال.
ووفقَ ما صرّح به بِين كاودوك، رئيس فريق التحقيقات في الفرع البريطاني لمنظمة الشفافية الدولية لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد”، فإن الفرع أرسل تقريراً حول مجموعة “ألفا وأوميغا” إلى سلطات الإيرادات في المملكة المتحدة في العام الماضي، تحثها على إجراء تحقيق. ولكن المنظمة لم تتلقَّ رداً رسمياً حتى اليوم.
وأضاف كاودوك أنه “في ما يتعلّق بعدد الشركات التي استُخدمت في أنشطة مشبوهة، فإن مجموعة (ألفا وأوميغا) قطعاً واحدة من أكثر الشركات غزارة”.
وتخضع اليوم شركة “إنترستاتوس” للتحقيق من قِبَل الهيئة التنظيمية المالية القبرصية (CySEC)، وفق ما قالته رئيستها المُنتهية ولايتها ديميترا كالوغيرو لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد”.
وقالت مالكة “إنترستاتوس”، مارينا بسيلّو، لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد” إن شركتها أجرت فحوصاً كاملة لتدقيق جميع العملاء، ولكنها لم تستطع مشاركة أسماء المُلّاك الحقيقيين مع طرف ثالث.
وأضافت أن شركة سافارو، ومقرها بريطانيا، “في حدود معرفتنا واعتقادنا كانت دائماً خاملة، ولطالما قدّمها لنا عميلُنا على هذا النحو”.
ورفض رئيس مجموعة “ألفا وأوميغا” اليكسي ستروكوف التعليق على طبيعة عملائهم، ولكنه قال إن شركته تعمل مع “إنترستاتوس”، وتقدم خدمات العناوين وتوجيه البريد للعملاء.
سافارو وشبهات سورية
حقّق الصحافيون والمحقّقون في احتمال أن تكون شحنة نيترات الأمونيوم لم تكن أبداً يفترض أن تذهب إلى موزمبيق، بل تُرِكت في بيروت عمداً لتهريبها إلى سوريا واستخدامها في صنع متفجّرات.
ودعم هذه النظرية جزئياً ما كشفه سابقاً “مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد”، في تحقيقه السابق الذي نشرت نسخته العربية على موقع “درج” https://daraj.com/52864/ أن المجموعة الموزمبيقية التي طلبت نيترات الأمونيوم تم التحقيق معها سابقاً بتهم تهريب السلاح.
وقد كُشِف أيضاً أن مالك السفينة القبرصي مَدين لـ”بنك الشرق الأوسط الفيدرالي” (FBME)، وهو مصرف في تنزانيا وقبرص، يمتلكه إخوة لبنانيون، وأغلق لاحقاً بتهم غسيل الأموال وتقديم خدمات للحكومة السورية وحليفها المسلَّح في لبنان، تنظيم “حزب الله”.
أثارت ملكية سافارو المبهمة المزيد من الشكوك. وهذا العام، وجد تقرير لقناة “الجديد” اللبنانية أعده الصحافي فراس حاطوم، الذي عمل على هذه القضية مع فريق “مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد”، أن الشركة القبرصية “إنترستاتوس” ومجموعة “ألفا آند أوميغا” برزتا ضمن الشركات التي رُشّحت لتسجيل شركات تنتمي إلى رجل الأعمال الموالي للنظام السوري جورج حسواني ورجل الأعمال السوري الروسي عماد خوري، الذي يُقال إن شقيقه مُدلّل خوري يعمل وسيطاً بين النظامين السوري والروسي.
وأبقت شركة “هيسكو لأعمال الهندسة والبناء” التي كان يمتلكها حسواني في وقتٍ ما على سجلها التجاري في العنوان البريطاني ذاته المسجلة به شركة “سافارو المحدودة”، ثم نُقل موقع تسجيل الشركتين مرتين في اليوم ذاته ــ مرة عام 2008 ومرة أخرى عام 2011.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على كل من حسواني والأخوَين خوري لدعمهما نظام بشار الأسد. واستُهدف مدلل خوري أيضاً بالعقوبات لمحاولته شراء نيترات الأمونيوم لحكومة الأسد عام 2013؛ وهو العام ذاته الذي وصلت فيه السفينة روسوس إلى بيروت.
ووفقاً لتقرير صدر عن شركة “إرنست آند يونغ” عام 2014، أحال الأَخوان خوري في كثير من الأحيان معاملات العملاء إلى “بنك الشرق الأوسط الفيدرالي” FBME الذي كان مالك السفينة روسوس مديناً له. وكانت شركة هيسكو أيضاً من عملاء المصرف ذاته.
وكان حسواني والأخوان خوري قد نفوا صلتهم بشحنة السفينة روسوس.
مسار دولي
تحدّد المسار المؤدي من شركتي “سافارو” و”أغروبلند” إلى شبكة فيربونول عبر سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني التي بدأ ممثل الشركة إرسالَها بعد فترة وجيزة من احتجاز روسوس في بيروت.
وفي كانون الأول/ ديسمبر 2013، اتصل ممثل عن شركة “أغروبلند”، يسمّي نفسه كورتيس إغليهارت، برجل أعمال لبناني لمساعدته في استرداد شُحنة السفينة التي وصفها بأنها “خطيرة”.
وقدّم إغليهارت شكوى بعدم علم شركته بقرارات الشركة المالكة للسفينة، “تيتو شيبينغ” (Teto Shipping)، المتعلقة بالتوقف من دون إعلان مُسبَق في اليونان وبيروت، حيث احتُجزت السفينة روسوس في النهاية.
وكتب إغليهارت أنه على رغم دفعه بالفعل التكلفة الكاملة للشحن- التي تقترب، على حد قوله، من 375 ألف دولار أميركي- قالت شركة “تيتو شيبينغ” إنه كان من الصعب، مالياً، مواصلة الإبحار إلى ميناء بيرا في موزمبيق. واتهم إغليهارت الشركة المشغّلة للسفينة بالإضرار بمصالح شركته في سبيل الحصول على المزيد من المال.
وقال في إحدى مراسلاته إنه “في الوقت الحالي، لا تزال السفينة في بيروت، ويقول مالكوها إنه ليس بإمكانهم إنزال البضائع في بيروت، ولا يملكون المال الكافي للإبحار إلى بيرا. وبدأوا ابتزازنا لدفع 180 ألفَ دولار إضافية (وإلا فلن نرى شحنتنا أبداً)”.
وبعد نحو عام، تواصل إغليهارت مجدداً مع رجل الأعمال ذاته. لكن بدلاً من تمثيل “أغروبلند”، وصلت الرسائل من حساب بريد إلكتروني مرتبط بالموقع الإلكتروني savaro.com.
وعلى رغم استخدامه خاصية إخفاء ملكية النطاق من خلال خدمات التشفير الإلكترونية، وجد الصحافيون أن موقع savaro.com، يشترك في خادم البريد الإلكتروني مع الشركة الأوكرانية التي تحمل الاسم ذاته، ويملكها فيربونول وشركاؤه. وتشارك الموقع أيضاً “عنوانَ بروتوكول الإنترنت” IP address الذي استخدمته شركة “سافارو أوكرانيا”، ومواقع أخرى مرتبطة بشركات خارجية موجودة في الشبكة يُزعَم أنها تبيع الأسمدة والمواد الكيماوية الأخرى في لاتفيا والولايات المتحدة.
ولعب إغليهارت أيضاً دوراً في جهود سافارو لتوظيف محامٍ لبناني، هو جوزيف قارِح، لفحص نيترات الأمونيوم عام 2015. ويبدو أن الشركة توقفت، بعد ذلك، عن محاولة استعادة شحنتها. وحوّلت “سافارو” أموالاً إلى قارح من حساب باسمها في الفرع القبرصي لـ”بريفات بنك” (PrivatBank) المملوك لأوكرانيا.
ولم يتمكن الصحافيون من العثور على موظف يُدعى إغليهارت في سجلات الشركة، بل عجزوا عن الوصول إلى الرقم الذي استخدمه سابقاً في المملكة المتحدة.
سوق خصب
وُلد فلودومير فيربونول عام 1959، ونشأ في دوائر الأعمال والسياسة في دنيبرو، وهي مدينة صناعية في وسط أوكرانيا.
وطوال التسعينات، عمل فيربونول في بادئ الأمر مساعداً للزعيم النقابي الأوكراني البارز ميخائيلو فولينيتس ثم مساعداً لدينيس دزينزرسكي، وهو عضو سابق في البرلمان تشارك معه في مجال الأعمال في التسعينات، وهو مطلوب الآن من قِبل المكتب الوطني الأوكراني لمكافحة الفساد.
وعام 2001، أنشأ فيربونول شركة باسم “أتلانتيس كوربوريشن”، عملت في تسويق الأسمدة ومنتجات أخرى، وفقاً لأجزاء من صفحة ويب محذوفة الآن، ولكن استعادها الصحافيون. وكان فيربونول هو الوجه العام للشركة.
وسرعان ما أنشأ فيربونول مع شركائه سلسلة من الكيانات، تقع مقرّات معظمها في مبنيين في وسط مدينة دنيبرو، وتسوّق هذه الكيانات لمنتجات متنوعة مثل الأسمدة والمعدات المعدنية وتقدّم خدمات ذات صلة بالبرمجيات وتصميم المواقع الإلكترونية.
واعتباراً من عام 2007، دخل فيربونول في شراكة مع ميكولا أليسينكو، قطب الإنشاءات والعقارات، في الكثير من الشركات. وشملت هذه الكيانات الفرع الأوكراني لشركة “سافارو”، الذي تأسّس عام 2009 وأُدرج في بادئ الأمر بوصفه يعمل في تجارة الآلات الصناعية، ثم بوصفه مطوّر مواقع إلكترونية. ضمت الشبكة أيضاً مجموعة من الشركات الوهمية الخارجية، التي كانت “إنترستاتوس” تدير معظمها، بحسب ما كشفته سجلات الشركة. واشتملت الشبكة على شركات تحمل اسم “سافارو” في أسكتلندا وإنكلترا وجزر العذراء البريطانية، إضافة إلى شركات قابضة أخرى ذات صلة تقع في جزر مارشال والولايات المتحدة.
وتُظهر مواقع الشركة الإلكترونية، المحذوفة في الوقت الحالي، أن أليسينكو كان يرأس الشركة، وأن فيربونول وموظفيه قاموا بأدوار بارزة. وعرض الموقع بوضوح صوراً لزيارات رجال أعمال، معظمهم يعملون في الزراعة وتجارة السلع في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهم يتفقّدون الأعمال التجارية في منطقة دنيبرو مع فيربونول وآخرين.
الكشف عن شحنات جديدة من نترات الأمونيوم
أُغلقت شركة “أتلانتيس”، الكائنة بأوكرانيا والتابعة لفيربونول، عام 2011 بعد إعلان إفلاسها، في حين واصلت الشركات الأخرى المُدرجة في الشبكة أعمالها. وفي العام نفسه، تواصل مسؤولو الويب في الشبكة مع المنظمة التي تدير “أرشيف الإنترنت”، وهو أرشيف رقمي غير ربحي يدعم صفحات الويب القديمة من خلال أرشفتها في أرشيف يسمّى “واي باك ماشين” (Wayback Machine)، وطلبوا إزالة سجلات اثنين من أبرز المواقع الإلكترونية للشبكة، وهما savaro.com وatlantis.ua، بحسب ما قاله مارك غراهام، مدير “واي باك مشين”، لـ”مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد”.
وعلى رغم ذلك، تمكن الصحافيون من استعادة أجزاء من موقع الويب السابق الخاص بشركة “أتلانتيس”، بوساطة موقع طرف ثالث، هو موقع خدمة الترجمة Linguee. وكشف الصحافيون أن الشركة سوّقت الأسمدة وأعلنت أن فيربونول هو رئيسها. وتُظهر صفحة من موقع savaro.com، لا تزال متاحة على الإنترنت، أن الشركة أدرجت مواد زراعية في قائمة منتجاتها، بما في ذلك نيترات الأمونيوم.
ويبدو أن الشركات الأوكرانية التابعة لفيربونول وشركائه قد توقفت عن الإعلان عن الأسمدة بعد تلك اللحظة. لكن المواقع الإلكترونية المرتبطة بالهيكل الخارجي لشركات فيربونول واصلت أعمال التسويق للمواد الكيماوية.
Ownership of Chemicals that Exploded at Beirut Port Traces Back to Ukraine
Credit: Nader Hamandi / Alamy Stock Photo
by Aubrey Belford (OCCRP), Yanina Korniienko (OCCRP), Isobel Koshiw, Feras Hatoum (Al Jadeed), and Stelios Orphanides (OCCRP)
14 September 2021
A year after a massive shipment of ammonium nitrate exploded in Beirut, an OCCRP investigation has settled one of the biggest lingering questions: who actually owned the cargo. A trail of documents reveals a decades-old chemical-trading network controlled by Ukrainians, hidden behind a veil of proxies and shell firms.
Key Findings
A Ukrainian businessman named Volodymyr Verbonol and partners were behind the company that owned the ammonium nitrate shipment.
The company was part of a sprawling, decades-old network involved in chemical trading since at least the 2000s.
The network disguised its operations behind at least half a dozen trade names and various strawmen and shell companies.
Offshore service providers in Cyprus and the United Kingdom facilitated the network’s operations.
In the year since a massive shipment of ammonium nitrate exploded at Beirut port and devastated Lebanon’s capital, one of the most basic questions has proven one of the hardest to answer: Who actually owned the cargo?
Just after the blast, reporters discovered that a dormant London-registered company called Savaro Ltd had chartered the 2,750-ton shipment in 2013, intending to send it from Georgia to an explosives factory in Mozambique.
Instead, the vessel carrying it, the MV Rhosus, was detained in Beirut over unpaid debts and technical defects. The cargo sat in a warehouse until August 4, 2020, when it detonated in one of the largest non-nuclear blasts in history, killing over 200 people and displacing more than 300,000.
But figuring out just who owns Savaro has turned out to be a challenge. The company’s true shareholders are hidden behind offshore nominee directors and shareholders.

Credit: novamama.orgVolodymyr Verbonol.
A Ukrainian businessman, Volodymyr Verbonol, who owned a company of the same name in the city of Dnipro, came under initial scrutiny. But after denying he had any connection to the Beirut shipment, he mostly escaped further attention.
An investigation by OCCRP and its partners has now proven that Verbonol was indeed behind Savaro. Following a trail of documents, journalists also found that the company was part of a larger business network that traded in technical-grade ammonium nitrate of the sort used to make explosives.
Based in Dnipro, Ukraine, the web of companies is owned and operated by a network of businesspeople including Verbonol and his father-in-law, nationally prominent construction magnate Mykola Aliseyenko. But it has disguised its operations behind at least half a dozen trade names and various strawmen and shell companies spanning England, Scotland, the Caribbean, Ukraine, the South Pacific, and the United States.
The network has sold fertilizers and chemicals to African countries since at least the 2000s. Reporters also found that the network sent at least three other shipments of ammonium nitrate to the Rhosus’ intended destination, Mozambique, in 2013. At least one Ukrainian company in the network continues to market goods online, including fertilizers. Two offshore service providers that work with clients in former Soviet republics — the Cyprus-based Interstatus and the U.K.-based Alpha and Omega group of formation agents — facilitated the network’s operations for years.
These findings paint the fullest picture yet of the people and entities behind the ammonium nitrate that exploded in Beirut. The matter may soon have legal implications, too. Last month, lawyers sued Savaro in the U.K. on behalf of the Beirut Bar Association and blast victims, arguing the company bore significant responsibility for the disaster.
The complex network behind the cargo also speaks to the sophisticated methods routinely deployed in international shipping and trade to obscure ownership, in what experts say is often a deliberate attempt to evade liability and facilitate criminal or other underhanded business practices.
Credit: Fitt/AlamyPeople leaving Beirut after a catastrophic explosion that destroyed much of the city’s northern neighbourhoods.
Camille Abousleiman, the lead lawyer in the London case against Savaro, said the company shared responsibility for the explosion because it was the legal owner of the cargo and failed to take proper measures to retrieve the dangerous materials. He said he hoped the case against the company would be the first step in holding all those responsible for the disaster to account.
“Savaro and the people that control it have a responsibility to ensure that their cargo is stored properly and is not a risk to people,” Mark Taylor, Senior Analyst at The Docket, an initiative of the Clooney Foundation for Justice, told OCCRP.
“It’s not okay, under the international human rights regime, to just dump dangerous chemicals in a warehouse and walk away.”
– Mark Taylor
Senior Analyst, The Docket
“It’s not okay, under the international human rights regime, to just dump dangerous chemicals in a warehouse and walk away.”
In a statement sent to reporters, the Ukrainian companies denied any involvement in the Rhosus shipment, and laid the blame for the Beirut blast on Lebanese authorities.
“The entire time, the line of business of Atlantis Corporation, Savaro and Dniprosoft has been IT: the production of software and Internet marketing,” the statement said, referring to the names of three Ukrainian companies in the network.
Online advertising for other goods, such as fertilizers, was done on behalf of their clients and was “posted by employees, and often interns, who may not have fully understood that our company was acting on behalf of the manufacturers,” they said.
Savaro’s British lawyer, Richard Slade, did not respond to a request for comment.
🔗A Lack of Accountability
The August 2020 ammonium nitrate explosion pulverized import-dependent Lebanon’s main port, inflicted up to $8.1 billion of material and economic damage on its capital city, and helped tip a country already struggling due to corruption and mismanagement into an outright crisis.
Over a year later, Lebanon is grappling with hyperinflation, medicine shortages, queues for fuel, and frequent electricity blackouts. A wave of Lebanese are now leaving the country to find a better life abroad.
Many Lebanese believe the country’s political elite bear ultimate responsibility for the disaster, after evidence emerged that government officials were aware of the risks posed by the ammonium nitrate, but did not remove it.
So far only low and mid-ranking port and customs officials have been charged. A local judge tried to charge senior officials with negligence, including Prime Minister Hassan Diab, but the judge was removed in February after pushback from the country’s political establishment. A new judge has been appointed and is continuing his inquiries.
Lebanese attorney and human rights activist Ziyad Baroud, a former Minister of Interior and Municipalities, told OCCRP that he never expected swift legal decisions to be made given the magnitude of the case.
More than a year after the explosion, “we are still talking about legal formalities and immunity without getting into the actual trial,” he said.
Sea Shells
The Rhosus was chartered and its cargo was purchased by two companies from the Savaro network: the London-registered Savaro Ltd, and another called Agroblend Exports (BVI) Ltd in the British Virgin Islands.
Documents Show How Savaro and Agroblend Were Linked to Beirut Cargo
Left: The July 2013 purchase contract for the 2,750 metric tons of ammonium nitrate on board the MV Rhosus between Savaro Ltd UK and the Georgian fertilizer supplier Rustavi Azot. Right: A final chartering document, known as a “clean recap,” between a Savaro-linked company, Agroblend Exports (BVI) Ltd, and the operators of the MV Rhosus.
On paper, neither company was tied to anyone in Ukraine. Agroblend’s owners and directors are hidden behind the British Virgin Islands’ strict secrecy. Savaro’s true ownership was obscured by nominee services provided by Interstatus, the Cyprus-based corporate services provider.
Interstatus provided nominee services for at least four companies bearing the Savaro name. One, a Scottish limited partnership that declared itself a fertilizer trader, had paperwork filed jointly by subsidiaries of Interstatus and Alpha and Omega group, a U.K.-based network of corporate service providers that has been flagged for working for sanctioned individuals and alleged money launderers.

Credit: Edin Pašović/OCCRPThe Savaro network.
Transparency International U.K. sent a report on Alpha and Omega to U.K. revenue authorities last year urging an investigation, but have so far received no official response, the group’s investigations lead Ben Cowdock told OCCRP.
“In terms of the amount of companies that have gone on to be used in suspicious activity, [Alpha and Omega are] definitely one of the most prolific,” Cowdock said.
Interstatus is currently under investigation by the Cypriot financial regulator, CySEC, outgoing chairwoman Demetra Kalogerou told OCCRP.
Interstatus’ owner, Marina Psyllou, told OCCRP that her company had conducted full know-your-customer checks on all clients, but that she could not share the names of the true owners with third parties.
The U.K. company Savaro Ltd “to the best of our knowledge and belief was always dormant and it had always been presented to us as such by our client,” she said.
The head of Alpha and Omega, Aleksej Strukov, declined to comment on their clients but said his company works with Interstatus, providing addresses and mail forwarding services.
🔗Savaro and Syria Suspicions
Journalists and investigators have probed the possibility that the ammonium nitrate shipment was never meant to end up in Mozambique, but instead was abandoned in Beirut on purpose to be smuggled into Syria and used in explosives.
The theory was partly fueled by previous revelations by OCCRP, including that the Mozambican group that ordered the ammonium nitrate had been investigated for arms trafficking.
The U.S. Federal Bureau of Investigation reportedly concluded that only 20 percent of the Rhosus’ load of ammonium nitrate exploded, raising questions about what happened to the other 80 percent — and whether it may have been pilfered from the Lebanese port.
The Cypriot owner of the ship was also discovered to be in debt to FBME, a Lebanese-owned bank in Cyprus and Tanzania that was forced to halt operations after the U.S. Treasury declared it a bank of “primary money laundering concern.” Bank clients have included associates of the Lebanese Shia militant group Hezbollah and a company allegedly linked to Syria’s weapons of mass destruction program.
Savaro’s opaque ownership has added further questions. A report for Lebanon’s Al Jadeed TV this year by journalist Feras Hatoum, who worked with OCCRP on this story, found that Interstatus and the Alpha and Omega group also acted as nominees for firms belonging to Syrian regime-aligned tycoon George Haswani and Syrian-Russian businessman Imad Khouri, whose brother Mudalal Khouri is reportedly a middleman between the Syrian and Russian regimes.
At least one Haswani company, Hesco Engineering and Construction, shared addresses in the U.K. with Savaro Ltd. Both companies were moved between different addresses twice with paperwork filed on the same days in 2008 and 2011.
Both Haswani and the Khouri brothers were sanctioned by the U.S. Treasury for supporting Bashar al-Assad’s regime. Mudalal Khuri was also designated for helping in an attempt to procure ammonium nitrate for Assad’s government in 2013 — the same year the Rhosus arrived in Beirut.
According to a 2014 report by Ernst & Young, the Khouri brothers often referred clients to FBME. Hesco was also a customer of FBME.
Haswani has denied any connection to the Rhosus shipment.
An International Trail
Reporters were able to tie Savaro Ltd. and Agroblend Exports (BVI) Ltd. to Verbonol’s network thanks to clues found in a series of emails sent by a company representative after the Rhosus was detained in Beirut.
In December 2013, an Agroblend representative calling himself Curtis Igleheart contacted a Lebanese businessman to help him retrieve the ship’s cargo, which he identified as “dangerous.”
Igleheart complained that his company was blindsided when the ship’s operator, Teto Shipping, made unannounced stops in Greece and Beirut, where the Rhosus was eventually impounded.
Teto Shipping said it was too broke to continue to Mozambique’s Beira port even though it had been paid the full cost of the shipping, nearly $375,000, Igleheart wrote. He accused the operator of shaking down his company for more money.
“Presently the vessel is still [in] Beirut and vessel owners say they couldn’t load cargo in Beirut and they don’t have money to pass for Beira. They started blackmailing us to pay additional 180.000USD (otherwise we will never see our cargo).”
Nearly a year later, Igleheart reached out again to the same businessman. But now, instead of representing Agroblend, his emails were sent from a savaro.com account.
Emails from Agroblend and Savaro Domains
Emails sent in 2013 and 2014 by an employee of Savaro and Agroblend going by the name Curtis Igleheart.
Although the domain’s ownership was hidden by online anonymization services, reporters found that savaro.com shared an email server with the website of the Ukrainian branch of Savaro. It also shared an I.P. address used by the Ukraine branch of Savaro, as well as with other sites linked to offshore companies in the network that advertised fertilizers and other chemicals in Latvia and the United States.
Igleheart also played a role in Savaro’s efforts to hire a Lebanese lawyer, Joseph Kareh, to inspect the ammonium nitrate in 2015. After that, the company appears to have stopped trying to recover its cargo. Savaro paid Kareh from an account in its name at the Cyprus branch of Ukrainian-owned Privatbank.
Reporters were unable to identify an employee named Igleheart in company records or reach a U.K. number he previously used.
A Fertile Market
Volodymyr Verbonol was born in 1959 and came up through the business and political circles of Dnipro, an industrial city in central Ukraine.
In the 1990s, he worked as an assistant for prominent Ukrainian trade union leader Mykhailo Volynets and Denys Dzenzersky, a former member of parliament who he partnered with in business in the 1990s, and who is now wanted by Ukraine’s National Anti-Corruption Bureau.
In 2001, Verbonol set up a business called Atlantis Corporation, which marketed fertilizers and other products, according to fragments of a now-deleted webpage retrieved by reporters. Verbonol was the company’s public face.
With partners including the construction magnate Aliseyenko, Verbonol soon established several companies marketing goods and services including fertilizers, metallurgical equipment, software, and web design. One of them was the Ukrainian branch of Savaro, established in 2009.
Linked to these Ukrainian companies was a web of offshore shell companies, most of which were run by Interstatus, company registry documents show. They included companies under the Savaro name in Scotland, England, and the British Virgin Islands, as well as other related holding companies in the Marshall Islands and the United States.
Credit: Yanina KorniienkoThe interior of a building in Dnipro, Ukraine, used by Savaro network companies.
New Ammonium Nitrate Shipments Revealed
Verbonol’s Ukraine-based Atlantis Corporation shut down in 2011 after declaring bankruptcy, but other companies in the network kept operating.
The same year, web administrators contacted the Internet Archive, a nonprofit digital archive which backs up old websites through the Wayback Machine, and asked them to remove records of two of its main websites, savaro.com and atlantis.ua, Wayback Machine director Mark Graham told OCCRP.
Reporters were able to recover fragments of Atlantis Corporation’s prior website that were crawled by a third party site, the translation service Linguee. They show that the company advertised fertilizers and publicly declared Verbonol as its president. A snapshot of savaro.com still available online shows a list of agricultural chemicals , including ammonium nitrate.

Credit: atlantis.net.uaA screenshot of an archived version of one of Atlantis Corporation’s websites, from 2004, shows the company marketing fertilizer.
Verbonol and his partners’ Ukrainian companies appear to have stopped advertising fertilizer online under their own names after this point. Savaro in Ukraine began to present itself as a seller of machinery and equipment, and, later, a software and web development services provider. However, the websites linked to the offshore structure continued to market chemicals.
A former Savaro network employee, who worked for the Ukrainian companies around the time of the Rhosus shipment, told OCCRP he saw little evidence they were doing IT work, and that fertilizer sales remained the main part of their business.
“I hardly remember anyone who could be connected to software. There were no IT guys or software developers,” said the former employee, who asked not to be named out of concern for his safety.
Reporters also learned that, the same year as the Rhosus shipment, Savaro also sent over 17,000 metric tons of ammonium nitrate in three separate shipments to Beira, Mozambique. The Rhosus had also been destined for Beira before being detained at Beirut’s port.
The same Mozambican company that was meant to receive the Rhosus cargo, Fábrica de Explosivos de Moçambique, told OCCRP that it had purchased two other shipments from Savaro in 2013, amounting to nearly 11,000 metric tons of technical grade ammonium nitrate, which is typically used to make explosives.
Fábrica de Explosivos de Moçambique spokesman Antonio Cunha Vaz said that as far as he knew, Savaro was a Ukrainian company whose boss was known to him simply as “Mr. Volodymir.”
Savaro’s sister company, Agroblend, also sent a third shipment of 6,500 tons of ammonium nitrate from Ukraine and Croatia to Beira, which arrived in August 2013, according to MUR Shipping, the Netherlands-based operator of the ship that carried it. It is unclear who purchased this third shipment. Cunha Vaz said his company was not the customer.

Credit: Elizabeth Fitt/Alamy Live NewsA red plume rises from Beirut’s port following last year’s explosion.
Disappearing Acts
With legal action looming in London, the owners of Savaro appear to be moving to cover their tracks.
On August 23, the company’s ownership was transferred to a Ukrainian lawyer named Volodymyr Hliadchenko. Ukrainian records show that Hliadchenko is the apparent nominee owner of at least a dozen local companies, including at least one at the same address where the Ukraine branch of Savaro is located.
Reached by phone, Hliadchenko said he had been looking to buy a London company and had selected Savaro at the suggestion of other Ukrainian lawyers. He said the company was not to blame for the Beirut disaster.
The network also may have attempted to hide the fact that they were continuing to sell chemicals.
In July, reporters found a website advertising fertilizer and other materials under the name Dniprometal, the same name as a company set up in July 2011 by Verbonol and Olha Aliseyenko — whose patronym, Mykolaivna, indicates she may be Mykola Aliseyenko’s daughter.
At the time, the site listed a Dnipro office address used by the company and other Savaro network firms. It also shared an I.P. address with several linked companies.
In their response to OCCRP, Verbonol and partners said Dniprometal had never conducted any business, including trading fertilizers.
Shortly after, reporters found that the Dnipro office address used by Savaro companies had been removed from the website and replaced with the official registry number and address of a separate company, which was also called Dniprometal but was owned by different people and had shut down over a decade ago.
Reporters sent a follow-up email to Verbonol and partners, asking them if they had changed the website in order to deceive reporters or plaintiffs in the London lawsuit.
They did not respond.
Graham Stack (OCCRP), Rana Sabbagh (OCCRP), Aleksey Kovalev (Meduza), Nino Bakradze (ifact.ge), and Sarunas Cerniauskas (OCCRP) contributed reporting.
https://www.aljadeed.tv/arabic/news/local/1409202133
Passport queue in Hama today and every dayNo hope, no work.No electricity, no diesel, no bread#massmigration
Hama’da bugün ve her gün pasaport kuyruğuUmut yok, iş yok.Elektrik yok, dizel yok, ekmek yok#kitlesel göç 今日と毎日ハマのパスポートキュー希望も仕事もありません。電気もディーゼルもパンもありません＃大量移動 طابور الجوازات في مدينة حماة اليوم وكل يوملا أمل لا عمل .لاكهرباء لامازوت ولاخبز#هجرة_جماعية
The Japanese pharmaceutical company, Shionogi, has started clinical trials of a corona vaccine, which it is working to develop to be used as a booster vaccine.
And participates in the clinical trials, which began on Friday, 200 people, all of whom received two doses of the Pfizer or Moderna vaccines at least six months ago. Half of the participants will receive the Shionogi vaccine as a booster, while the other half will receive the Pfizer vaccine. The Osaka-based company will then…
Global inflation and the depreciation of the lira complicate the livelihood of the Lebanese
Prices of basic commodities jumped more than 10 times – Employee wages remained stable despite the high prices – The deterioration in the exchange rates of the lira pushed millions to the edge of poverty 06.12.2021 Day after day, the economic and living wounds of the Lebanese are deepening, after the value of their salaries…
Www.shwiesh.comاسم الموقع 